أخبار التعليم
تحقيق: عملية توقيع عقود “التشغيل المؤقت” بغزة تكشف المستور!
أظهرت عملية توقيع عقود لتشغيل المعلمين المقبولين للعمل في المدارس الحكومية على بند التشغيل المؤقت، الأسبوع الماضي حالة من البؤس الشديد، التي وصل اليها الخريجون في قطاع غزة.
شبان و شابات تجاوزوا سن الثلاثين من أعمارهم، ذهبت سنين كثيرة من أعمارهم هباءً منثوراً، بسبب عدم حصولهم على فرص عمل بعد تخرجهم من الجامعات، و أصبحوا عبئاً ثقيلاً على ذويهم و على المجتمع.
مراسلة “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” رصدت حالة الاستياء لدى هؤلاء الخريجين، و أمثالهم الآلاف من الذين لم تسنح لهم الفرصة حتى الآن بالعمل في مجال تخصصاتهم، حتى و لو في فرص عمل مؤقتة، أو ما يوصف بـ “التشغيل المؤقت”.
الشاب اياد الشريف، 31عاماً، خريج لغة عربية واحداً ممن حصلوا على فرصة تشغيل مؤقت في مدارس الحكومة التي تم توقيعها الاسبوع الماضي قال: “رأيت جيلا من الشباب كالرياحين قد بلغو سن الثلاثين وأكثرهم تجاوزوه، جيلا قد دفنت أحلامهم ومضت بهم السنين بلا ارصدة وبلا رؤيا بالأفاق واضحة”.
و أوضح الشريف أن هؤلاء الشباب لم يتسنى لهم التمكين ﻹثبات ذواتهم وتكوين أنفسهم، و قد وقعوا ضحية الحصار وندرة الفرص والتجاذبات السياسية بين قطبي الوطن وفشل المصالحة الفلسطينية.
و رأى بأن هذه الفرص المؤقتة التي يتم توفيرها بين حين و آخر لن تحل مشكلة جيل بل جيش من الخريجين القدامى والجدد ، بل هي منفعة مؤقتة جيدة لكنها لا تمثل حلاً ولو حتى حلا وسطيا.
و عبر الشريف عن أمله في أن تُحل هذه الأزمة و أن يتم انقاذ أجيال قادمة من الضياع التي عاشه الخريجون الذين سبقوهم.
و قبل أيام تم توقيع عقود لتوظيف نحو 700 معلم على بند التشغيل المؤقت من خلال وكالة الغوث بدعم قطري وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في غزة .
بدوره قال الشاب “خليل”، 30 عاماً خريج تعليم أساسي: “للمرة الأولى منذ أن تخرجت أحصل على فرصة عمل، رغم عدة محاولات من التقدم لدى الأونروا أو مدارس الحكومة لكن للأسف لم يحالفني الحظ الا هذه المرة”.
و أوضح أنه و كثير من الشبان الخريجين يعيشون ظروفاً مأساوية، لعدم تمكنهم من الالتحاق بأي وظائف بعد تخرجهم من الجامعات، لافتاً الى أن الشباب أصبح يشكل عبئاً على والديه بدلاً من ممارسة دور في رعايتهم و مساعدتهم.
أما المواطن الشاب “أحمد”، 28 عاماً فقال بحرقة: “للأسف لقد أصبح حلم الشباب في بلدنا بطالة أو عقد بحد أدنى للأجور”.
و أضاف: “فرحت كثيراً عندما رأيت اسمي ضمن كشوفات التشغيل المؤقت، مع أن هذه الفرصة لا تسمن و لا تغني من جوع في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة”.
و أشار الى أن أي خريج يحمل شهاده و لديه أمل في تكوين نفسه و تكوين عائلة، و لكن هذه الآمال تتبدد بعد التخرج بسبب البطالة التي تزداد يوماً بعد يوم في صفوف الخريجين.
و وفقاً لجهاز الاحصاء الفلسطيني، فإن مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية تخرج سنويا 30 ألف طالب وطالبة.
و كشفت معطيات رسمية مؤخراً بأن معدلات البطالة في قطاع غزة وصلت الى 55%، وبلغ عدد العاطلين عن العمل حوالى 230 الف شخص، فيما ارتفعت معدلات البطالة والفقر المدقع لتتجاوز 65%.