أرشيف
“تحت النار ودون الإطاحة”.. دعوة إسرائيلية للتفاوض مع حماس
ولفتت إلى أنه في الوقت ذاته يتواصل سقوط القذائف الصاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، وما بعدها، فيما يرد الجيش بقصف أهداف حماس والجهاد الإسلامي، مما يطرح السؤال: ما الرابط بين مواصلة مهاجمة حماس في غزة، واستمرار الحصار عليها، والتسبب بإيذائها، وفي الوقت ذاته الموافقة على إرسال الأموال إليها، ونقل البضائع التجارية.
وأكدت أن “الجمع بينهما ليس أمراً غريباً ولا مستنكراً، لأن المفاضلة التقليدية بين القوة العسكرية البحتة والتفاوض الدبلوماسي، سادت عند اندلاع الحروب التقليدية بين الدول في القرن التاسع عشر، لكن هذه المفاضلة الجدية تراجعت اليوم، ولم يعد لها رصيد في الواقع، وجاء محلها سياسة “المفاوضات بالعنف”.
وأضافت أنه “في حال بدأت تفقد الحركة شرعيتها من الدول العربية، لاسيما مصر والسعودية، وفي الوقت ذاته تواجه بضغوط من السلطة الفلسطينية التي تمنع إرسال الأموال للقطاع، فإنها تسعى للبقاء من خلال المقاومة، وطالما أن استئصال حماس ليس هدفاً سياسياً لإسرائيل فإن البديل هو شن عملية عسكرية محدودة، وخلال ذلك يتم إجراء حوار دبلوماسي”.
وأكدت أن “حماس باتت تفهم قواعد اللعبة جيداً، فهي لا توسع رقعة إطلاق الصواريخ خارج غلاف غزة كي لا تضطر إسرائيل لرفع مستوى ردودها العسكرية، وهو ما يحدث بالفعل، حين لا يتعمد الطيران الإسرائيلي إسقاط خسائر بشرية فلسطينية في هجماته الجوية على غزة”.
وتابعت:” “يمكن تصنيف هذه الحملات العسكرية ضمن استراتيجية المعركة بين الحروب أو سياسة جز العشب، في ظل عدم وجود استعداد لإدارة مفاوضات سياسية مباشرة مع حماس، أو رغبة بالوصول معها إلى حرب الحسم والاستئصال، أما البديل الوحيد فيبقى المفاوضات تحت النار”.