أرشيف
للأهمية: الوزير صبري صيدم يوضح حيثيات قرار “تسريع التعليم”
فاجأ وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم، صباح اليوم السبت، الجمهور الفلسطيني بالحديث مباشرة عبر أثير إذاعة رايـة حول قرار الوزارة الأخير بما عرف بقرارتسريع التعليم، وتفاصيل العملية.
وأثار قرار التعليم العديد من التساؤلات لدى الجميع، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض لهذا القرار الذي فاجأ الناس ولم تفهم حيثياته، فيما أكد وزير التربية أن “من حق الجميع أن يُسمع صوته، ومن حقه أن يرد على المسؤول”.
وفي بداية حديثه، قال صيدم: “اليوم نلتقي عبر أثير رايــــــة للحديث عن هم التربية والتعليم، لنقول سويا بأننا جئنا لنستمع الرأي والرأي الآخر، ولنراجع وإياكم بعض التفاصيل المرتبطة بالمستجدات الأخيرة”.
وتابع: “لا شيء الا الخير نبتغيه من خلال مسيرة تطوير التعليم (..) ونحن عقدنا العزم من أجل التغيير الذي كلنا نبتغيه (..) الخروج من دائرة التقليد وكسر القوالب، وهي قصية مهمة تحتاج الى تفاصيل وصبر ولكن تحتاج أيضا الى تفهم الجميع”.
وأشار صيدم الى أن تفاصيل كثيرة ارتبطت بقضية قرار وزارة التربية والتعليم العالي بتسريع التعليم، منوها الى القرار مرتبط ايضا بتعليمات يقرها وزير التربية.
وأوضح أنه تم الحصول على البيانات الميدانية لتحديد عملية تسريع التعليم، مطمئنا الجميع بأن العملية ليست “مرتجلة” على الإطلاق، “وهي عملية حصلنا فيها على البيانات اللازمة، وأخذنا التغذية الراجعة من الميدان، وحصلنا ايضا على رؤية اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم التي ناقشت مسودة التسريع لأسابيع طويلة”.
بيئة تعليمية جاذبة
وبيّن الوزير صيدم أن فلسفة تطوير التعليم تقوم على عدالة التعليم وتقوم على أرضية أن “الجميع متميز” وفي هذا التميز الكثير من التفاصيل، مضيفا: “مطلوب منا توفير البيئة التعليمية الجاذبة منها البنى التحتية والمدارس التي تجذب الطلبة، التعليمي الذي يدفع الناس لحب المدرسة والمؤسسة التعليمية”.
وأكد أن الوزارة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار بأن هناك شريحة متميزة من أبنائنا، يعتبرون أن وجودهم في المدرسة لا يلبيه على الإطلاق؛ النظام التعليمي القائم “قدراتهم الادراكية، كفاياتهم العلمية تفوق المرحلة العمرية والأكاديمية التي هم فيها”.
وأضاف وزير التربية: “لهذا أدخلنا مفهوم تسريع التعليم، حتى نساعد هؤلاء في التوجه نحو مراحل أكاديمية متقدمة”، مكررا أن القضية ليست ارتجال وإنما “إعمال للعقل والمنطق” وقراءة مستفيضة لاحتياجات شارعنا الفلسطيني.
من هم الطلبة المؤهلين للتسريع؟
وأكد أنه عند الحديث عن تسريع التعليم، يتم الأخذ بعين الاعتبار شريحة من أبنائنا الذين يمتلكون الامكانيات العقلية التي تؤهلهم للخروج من المرحلة الأكاديمية التي هم فيها نحو مراحل أكاديمية متطورة وأكثر تقدما بالنسبة لأعمارهم.
وشدد صيدم على أن ذلك لا يعني على الاطلاق “التمييز ضد أحد”، مؤكدا أن الفلسفة تقوم على أن “الجميع متميز وأن واجب وزارة التربية والتعليم العالي أن توفر البيئة الجاذبة للجميع”.
ونوه الى أن الوزارة تسعى في كل الاتجاهات، سواء على مستوى بناء المدارس والاحتفاء بالمدرسة رقم (1000) وتطوير البنى التحتية في هذه المدارس، وتمكين المعلمين واتاحة التعليم لكبار السنـ واتاحته في المناطق المهمشة والنائية والمهددة عبر مدارس التحدي، ومدارس الاصرار في المستشفيات، وغيره.
هل تم إلغاء صفي الخامس والثامن؟
وحول ما يتم تداوله عن إلغاء صفي الخامس والثامن، نفى صيدم إلغاء الصفين، مطمئنا الجميع بأن ذلك لم يحدث على الاطلاق، وقال: “صفوف الخامس والثامن باقية، لكن ما يجري أن اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم في دراستها، ارتأت أن يكون هناك محطتين تجري فيها عملية التعليم”.
الآلية..
وتحدث وزير التربية عن آلية تسريع التعليم حتى تكون الأمور واضحة، قائلا: “الطلبة الذين يمتلكون قدرات عقلية تفوق أقرانهم يخضعون لعدة مراحل تقييمية، هذه المراحل تنصب حول شخصه وقدراته التحليلية والاستدلالية، وأيضا متابعة لإنجازاتهم الأكاديمية خلال وجودهم في فصولهم الصفية”.
كيف تتم عملية التسريع؟
وأكد صيدم أن العملية منظمة بشدة، مشيرا الى أن هناك تعليمات ولجان مختصة تقوم بإعداد الآليات وسبل التقييم، “حتى لا يكون هناك أي ظلم لأحد وإنما يكون هناك واقعية ومنطقية في التعامل مع الأمر”.
وأضاف: “من يشرع معلمي وأهل الطالب وحتى الطالب نفسه يشعر بأن لديه قدرات عقلية فائقة، أو لديه اشكالية في التعامل مع مواد يعتبرها تقليدية، أو لديه الشعور بأنه يمتلك الدراية بكل ما يُدرس في الصف الرابع؛ يتوجه للمدرسة وهي تراجع التعليمات وتتوجه للوزارة وتجري عملية التقييم وفقا لذلك، وبناء عليه يُتخذ القرار بتسريع هذا الطالب أو لا”.
ما الذي كان يجري؟
وعما كان يجري، أوضح صيدم أن الطلبة المتميزين كانوا في كثير من الأحياء يلجؤن لأهلهم، والأهل يرتجلون ويذهبون لمؤسسات معينة، ويحدثون المدارس عن القدرات العقلية لأبنائهم، وتبدأ هناك عملية غير مدروسة على الاطلاق في التعامل مع هذه الكفاءات.
وبيّن أن الوزارة أرادت أن تضبط ايقاع هذا الأمر من خلال هذه التعليمات، “تحديد الآليات والمرجعيات، وتوصيف هذه الحالات وضبطها من خلال العملية التعليمية”.
وأشار صيدم الى أن بعض الطلبة الآخرين، كانوا يخرجون من المدارس، على اعتبار أنها لا تلبي طموحاتهم”.
قانون التربية والتعليم العالي؟
وقال: “من يتابع ويقرأ تفاصيل قانون التربية والتعليم العام يرى بأن هناك محطات عديدة لعملية تطوير التعليم، وهذه احداها (تسريع التعليم)”، داعيا من لم يطلع على القانون للاطلاع عليه، وهو متاح على جميع الوسائل الاعلامية.
وأعاد وزير التربية والتعليم العالي، التذكير أن عملية تسريع التعليم هي جزء أصيل من قانون التربية والتعليم العام الذي ولد عام 2017، مؤكدا عدم إلغاء صفي الخامس والثامن، وأن العملية مدروسة.
وفي ختام حديثه، وجه صيدم تحية أبناء شعبنا الفلسطيني على أرضنا الفلسطينية الحرة، وللشهداء والجرحى والأسرى، مذكرا أننا غدا في كل مدارس الوطن، على موعد مع التفاعل بذكرى يوم الأرض الساعة العاشرة والنصف، بالتركيز على يوم الارض واسناد الجولان العربي السوري المحتل.